- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
أوكرانيا تنقذ أوروبا
جورج سوروس
تهدد روسيا اليوم أوروبا ووحدتها. ويبدو ان القادة الاوروبيين لا يدركون خطورة الاوضاع، وأن أوروبا وأميركا تُجمعان على تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا. ويستغل بوتين التردد هذا. فروسيا انتهكت ما التزمت به في اتفاقيات: ضمت القرم وأنشأت جيوباً انفصالية في شرق أوكرانيا. وعلى رغم ترحيب الكونغرس الاميركي بالرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو في ايلول (سبتمبر) الماضي، رفض تزويده بمضادات المدرعات التي طلبها. واقتصرت المساعدات الاميركية على اجهزة رادار. ويتردد الاوروبيون كذلك في مد يد العون العسكري الى اوكرانيا مخافة الرد الروسي. فالدعم الاميركي لأوكرانيا شكلي. وكان مدعاة قلق تعليق القادة الدوليين الالتزامات المالية ازاء اوكرانيا الى موعد الانتخابات البرلمانية والمغامرة بانزلاقها الى ازمة مالية عامة.
وفي وقت يتهاون الغرب في دعم أوكرانيا، تتوسل موسكو بسياسة العصا والجزرة، في آن. فهي ترخي قبضتها حين تبرم اتفاق تزويد اوكرانيا بالغاز في الشتاء، ثم تشدها إذ تعرقل تسليم امدادات الغاز الى السوق الاوروبية من طريق سلوفاكيا. وقد يقترح بوتين على واشنطن مساعدتها في الحرب على «الدولة الاسلامية» مقابل إطلاق يده في ضم دول يرى انها تنتمي الى روسيا. وقد يقبل أوباما مثل هذا الاتفاق. وهذا امر خطير.
وتترتب على هذا الخطأ المأسوي نتائج جيو-سياسية وازنة. وأرى ان استقلال أوكرانيا هو أولوية. فانهيارها يلحق بالناتو خسارة جسيمة وبالولايات المتحدة خسارة غير مباشرة. وغلبة يد روسيا في أوكرانيا ترجح نفوذها في الاتحاد الاوروبي، وتهدد دول البلطيق. فيضطر حلف شمال الاطلسي الى الدفاع عن نفسه على اراضيه، ويزيد احتمال ما يسعى الاتحاد الاوروبي وأميركا الى تجنبه: المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا.
وأخفقت أوروبا كذلك حين لم تدرك ان العدوان الروسي على اوكرانيا هو عدوان عليها. وحين تكون دولة أو مجموعة دول في حال حرب، ولو كانت حرباً بحكم الامر الواقع، يفترض بها التخلي عن سياسة تقشف مالي. ومواصلة الاتحاد الاوروبي سياسة التقشف في غير محلها. فالحرب تقتضي اللجوء الى كل الموارد المتوافرة، ولو اقتضى الامر تضخم العجز. وحري بألمانيا المدافعة عن سياسات التقشف أن تدرك تناقض سياساتها. فالمستشارة الالمانية انحازت، من جهة، الى أوروبا في مواجهة الخطر الروسي، وأيدت تشديد طوق العقوبات على موسكو حين كان الالمان يرفضون تشديدها. فالعقوبات تقوض مصالح الشركات الالمانية. ولم يؤيد الالمان العقوبات إلا بعد إسقاط الطائرة المدنية الماليزية في تموز (يوليو) المنصرم. ولكنها، من جهة أخرى، تمسكت بسياسة البنك المركزي الالماني التقشفية.
وأوكرانيا الجديدة ترغب في الدفاع عن أوروبا ضد العدوان الروسي والتزام اصلاحات بنيوية. وتمس الحاجة الى مساعدة الاوروبيين لها قبل أن يخيب امل الاوكرانيين. والخيبة بدأت تعم أوكرانيا إثر هزيمتها العسكرية. وآن أوان استيقاظ الاتحاد الاوروبي من سباته، والتصرف بما تمليه حال الحرب غير المباشرة. فمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها تحول دون المشاركة المباشرة في النزاع. وفي تقريره الاخير الصادر في أيلول (سبتمبر) الاخير، أعلن صندوق النقد الدولي أن أوكرانيا قد تحتاج الى مساعدة إضافية قدرها 19 بليون دولار. ولكن الاوضاع تدهورت، ويرجح ان كييف اليوم تحتاج الى مساعدة أكبر. وحري بصندوق النقد الدولي منح اوكرانيا مساعدة فورية وأولية قدرها على الاقل 20 بليون دولار. وفي وسع شركاء اوكرانيا تمويلها تمويلاً يُلزمها برنامج صندوق النقد الدولي. فيضبط الصندوق هذا إنفاق هذه الاموال: 4 بلايين دولار لسداد مستحقات أوكرانيا المتأخرة، وبليونا دولار لترميم مناجم الفحم في شرق اوكرانيا – وهذه المناجم لا تزال تحت سيطرة الحكومة المركزية، و2 بليون دولار لشراء الغاز في فصل الشتاء. وتُتوسل المساعدات المالية الاخرى الى دعم احتياطي العملات الاجنبية في المصرف المركزي، وتخفيف أعباء الدين العام الاوكراني من طريق استبدال سندات الديون الاوكرانية المرتفعة الفائدة باليورو بديون اقل خطورة على الامد الطويل. وتلتزم اوروبا او الولايات المتحدة جزئياً ضمان السندات الجديدة والطويلة الامد.
ونتائج مثل هذا الاستبدال واعدة. فيسع الحكومة الاوكرانية في الاعوام المقبلة تقليص الإنفاق من مواردها الشحيحة بالعملات الاجنبية على تسديد الديون. وشركة الغاز العامة، نافتوغاز، هي في مثابة ثغرة هائلة في الموازنة العام. وهي مسرح فساد مستشر. فهي تبيع آلاف ملايين الامتار المكعبة من الغاز الى المنازل الاوكرانية بـ 47 دولار فحسب، في وقت تشتري هي كمية الغاز نفسها مقابل 380 دولاراً. وإصلاح نظام نافتوغاز يقلص استهلاك المنازل من الغاز ويخفف الاعتماد الاوكراني على روسيا في مجال الطاقة.
وآن أوان أن يراجع الاتحاد الاوروبي سياساته. فإحراز روسيا فلاديمير بوتين «انتصارات» هو مؤشر الى إخفاق في الاتحاد هذا. فبيروقراطية الاتحاد الاوروبي لم تعد تحتكر القوة واختلت موازين القوى في أوروبا. وتمس الحاجة الى شد أواصر الاتحاد وتليين عجلة بيروقراطيته وانتهاج سياسات ناجعة. وإنقاذ اوكرانيا من براثن روسيا قد يكون السبيل الى نجاة الاتحاد الاوروبي.
المصدر: الحياة