الاقتصاد والإرهاب أولويات مباحثات العبادي في أنقرة

أنقرة – د. باسل الحاج جاسم
يبدأ حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، الخميس، زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره التركي أحمد داود أوغلو.
كما يترأس الجانب العراقي في الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتأتي زيارة العبادي هذه، استجابة لدعوة نظيره التركي.
وفي خضم التحضيرات التي جرت للزيارة، فقد تم تداول المواضيع المتعلقة بالموافقة على مذكرات التفاهم التي وقع عليها البلدان في الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق منتصف أكتوبر عام 2009، وسبل تنفيذها، إضافة إلى مناقشة سبل تطوير التعاون الاستراتيجي بين أنقرة وبغداد.
وأوضحت السفارة التركية في بغداد أنه من ضمن المواضيع التي سيبحثها العبادي في أنقرة ستكون العلاقات الاقتصادية والتجارية والمواضيع المصرفية والاستثمار والمقاولات والنقل بما فيه الطيران المدني، والتعاون بين أجهزة الشرطة، ومواضيع المياه والطاقة والمساعدات الإنسانية للنازحين العراقيين، والصعوبات التي يمكن أن يواجهها المواطنون. كما سيتم استعراض الاتفاقات الـ48 الموقعة عام 2009 من حيث التصديق والتطبيق ووضعها حيز التنفيذ.
وقال فاروق قايمقجي السفير التركي في بغداد، إن تركيا مستعدة لتعزيز التعاون مع العراق في جميع المجالات، وفي هذا الإطار تولي أنقرة اهتماماً في تحقيق الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي التركي – العراقي. كما أكد أن بلاده تقف إلى جانب العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقارب 16 مليار دولار، وأن أكثر 1600 شركة تركية متخصصة في المجالات الإنشائية والطاقة والمصرفية والنقل تعمل في العراق.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن تركيا والعراق اتفقا خلال مباحثات أوغلو في بغداد في السادس من ديسمبر الجاري على تعاون عسكري وأمني واستخباراتي ضد تنظيم “داعش”، حيث أكد رئيسا حكومتيهما على العمل معاً لمواجهة التنظيم عسكرياً وأمنيا واستخباراتياً، وتفعيل الاتفاقات السابقة بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والزراعة والثقافة.
وعن الدعم التركي لبغداد في مواجهة الإرهاب أوضح العبادي أن أوغلو أكد له أن أنقرة مستعدة لتقديم أي دعم مطلوب، حيث عرض مساعدات عسكرية في مجالات التسليح والتدريب وتبادل المعلومات، وأشار إلى إمكانية تدريب تركيا لتشكيلات الحرس الوطني المزمع تشكيلها من المتطوعين في المحافظات العراقية.
وكانت العلاقات العراقية التركية شهدت توتراً خلال السنوات الأخيرة من رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية السابقة، بعد اتهامه أنقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، بالإضافة لمعارضته الاتفاق التركي مع إقليم كردستان العراق في إنشاء ومد أنابيب للنفط وبيع خام الإقليم في الأسواق العالمية بمعزل عن الحكومة المركزية في بغداد، معتبرا أنه مخالف للدستور العراقي مهدداً بمقاضاة المشترين للنفط الذي اعتبره “نفطا مهربا”.
واستقبل رئيس الوزراء التركي، الاثنين رئيس حكومة شمال العراق، ناجيرفان بارزاني، في مكتب رئاسة الوزراء بدولمة بهتشة، في إسطنبول، وبحث معه جملة من القضايا، في مقدمتها توريد النفط، ودعم قوات البيشمركة، والمساعدات للاجئين في العراق، ومواجهة تنظيم داعش.

العربية نت