News

برلماني تركي: علاقات الرياض وأنقرة في أفضل مراحلها

تركيا، السعودية

تركيا، السعودية

أنقرة – د. باسل الحاج جاسم
قال فوزي شان وردي، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي، والنائب عن ولاية هاتاي الحدودية مع سوريا من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إن العلاقات السعودية التركية تعيش أفضل أوقاتها، والعلاقات بين الرياض وأنقرة ليست قائمة فقط على علاقات ثنائية٬ لكنها وصلت لمستوى التحرك بشكل مشترك، من أجل إيجاد حلول للقضايا الإقليمية، مضيفاً أن العلاقات بين تركيا والسعودية اتخذت اتجاهاً إيجابياً بشكل أكبر، بعد تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم. جاء ذلك خلال حوار خاص مع “العربية.نت” في تعليقه على أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى تركيا.
3 مبادئ أساسية
وحول عملية “درع الفرات”، وموقف أنقرة من تحرك ميليشيات كردية إلى غرب الفرات، أجاب البرلماني التركي أنه “منذ بداية المرحلة التي تعرف باسم “الربيع العربي”، استند التحرك التركي إلى 3 مبادئ أساسية.
أولاً: تلبية المطالب المشروعة للشعوب.
ثانياً: ضمان وحدة التراب الوطني للبلاد التي شهدت مرحلة الربيع العربي.
ثالثاً: تجنب اتخاذ مواقف قد يقود البلاد إلى أتون حرب داخلية”.
وأضاف: “قبل تقييم التطورات في شمالي سوريا، أود التأكيد على النقاط التالية. لم تتخذ تركيا أي مواقف مناهضة للشعب الكردي في سوريا أو في أي بلد آخر. وسعت الحكومات المتعاقبة لحزب “العدالة والتنمية” من أجل إيجاد حلول لمشاكل المواطنين الأكراد في تركيا، كما سعت في الوقت ذاته لامتلاك أفضل العلاقات مع أكراد دول الجوار. وفي هذا السياق أود الإشارة إلى علاقات التعاون المتينة بين تركيا وإقليم شمال العراق، وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (كان وقتها رئيس وزراء) من رئيس النظام السوري بشار الأسد، في أكثر من مناسبة قبل الأزمة السورية، منح الأكراد السوريين الذين تم تجريدهم من جنسيتهم عام 1962 الجنسية السورية وإنهاء معاناتها الناتجة عن عيشهم كأجانب في وطنهم، إضافة إلى أن تركيا فتحت أبوابها أمام أبناء الشعب الكردي السوري واستقبلتهم كضيوف على أرضها عندما هاجم تنظيم “داعش” الإرهابي مدينة كوباني-عين العرب بمحافظة حلب (شمالي سوريا). وفي سابقة هي الأولى من نوعها، فتحت تركيا ممراً يسمح بعبور قوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) عبر أراضيها، لقتال مسلحي “داعش” في عين العرب، إن جميع تلك الإجراءات والخطوات تشكل فعلياً دعماً مفتوحاً للأكراد في تلك المنطقة، وتدل على السياسات الرزينة لحكومات “العدالة والتنمية” الهادفة لاحتواء جميع مكونات المنطقة وخفض التوتر ورفع الظلم عن المظلومين وإعادة الحقوق لأصحابها”.
إقامة دولة كردية شمال سوريا
وقال البرلماني التركي “إن الشيء الذي تعارضه تركيا هو قيام أي طرف من الأطراف أو مكون من المكونات بالاستفادة من الحرب الداخلية الدائرة في سوريا وإقامة دولة كردية شمالها من خلال تنظيم إرهابي. الجميع يعلم أن تنظيم”ب ي د” (الاتحاد الديمقراطي) الذراع السورية لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية لا يدافع عن مصالح الشعب السوري، ويقوم مع “بي كا كا” بتنفيذ أعمال إرهابية داخل تركيا. وهنا لا بد من الإشارة إلى مسألة غاية في الأهمية، وهي أن منظمات إرهابية مثل “بي كا كا” و”ب ي د” لا تعتبر ممثلاً للشعب الكردي. وأفضل مثال على ذلك، هو أن “حزب الشعوب الديمقراطي” في تركيا، المدعوم من منظمة “بي كا كا” الإرهابية، حصل في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على 59 مقعداً انتخابياً في البرلمان التركي، في الوقت الذي حصل فيه “العدالة والتنمية” على 317 مقعداً برلمانياً، 70 منهم لنواب أكراد”.
وأضاف: “فيما يخص إقامة كيان كردي في المناطق الشمالية لسوريا، قال المسؤول التركي، إن إقامة دولة أو كيان كردي شمالي سوريا من قبل منظمات إرهابية مثل “بي كا كا” أو “ب ي د”، يعتبر قبل كل شيء أمرا مسيئا لوحدة التراب السوري، وهو مسألة غير مقبولة البتة. إضافة إلى أن هذا يعني أيضاً قطع الاتصال الجغرافي بين تركيا والعالم العربي، كما أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لأمن تركيا وسيادتها. أي مواصلة مرحلة سايكس بيكو وتجزئة المجزأ، وإدخال المنطقة بما في ذلك تركيا على وجه الخصوص في مرحلة جديدة تملؤها النزاعات والمشاكل. لذلك، فقد أعلنت تركيا غرب نهر الفرات خطاً أحمر، عندما رأت ذلك التهديد يدنو رويداً رويداً. وأكدت على التزامها بالدفاع عن مبادئها من خلال عملية “درع الفرات”. إن الرسالة التي تريد تركيا توجيهها واضحة للغاية. تركيا لن تسمح بتأسيس أي كيان يشكل تهديداً عليها. وفي هذا السياق أود التأكيد على أن الدفاع عن السيادة هو أحد الحقوق المشروعة والطبيعية بالنسبة لأنقرة”.
“درع الفرات” وتوقيتها
وحول توقيت عملية “درع الفرات”، قال النائب التركي: “حاولت تركيا عدم اللجوء إلى اتخاذ تدابير عسكرية رغم المساعي التي بذلت لجرها إلى أتون الحرب السورية، من خلال أعمال إرهابية كإسقاط طائرة تركية في يونيو 2012، وإطلاق صواريخ باتجاه تركيا انطلاقاً من الحدود السورية، والعمليات الإجرامية التي نفذتها بعض المنظمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” في بلادنا. إن الهدف من جر تركيا إلى تلك الحرب هو نقل الحرب الداخلية في سوريا إلى تركيا، لتدخل المنطقة برمتها في أتون حرب تستمر لفترة طويلة جداً”.
وأضاف أن “تركيا دافعت عن ضرورة إيجاد حلول سياسية للمشاكل التي تعتري المنطقة رغم جميع الاستفزازات التي تعرضت لها. إلا أن عبور مسلحي تنظيم “ب ي د” (الاتحاد الديمقراطي) الإرهابي إلى منطقة غرب الفرات التي تمثل خطًا أحمر بالنسبة لتركيا، أجبرت أنقرة على التدخل عسكرياً، لا سيما أن هذه الخطوة تحمل بين طياتها تهديدات واضحةً لتركيا، وهي تعني أيضاً البدء بتقسيم سوريا وقطع الحدود البرية بين تركيا والعالم العربي وفصلهما عن بعضهما بعضاً جغرافياً. لذلك، قررت تركيا اتخاذ التدابير اللازمة من أجل القضاء على تلك المخاطر وأطلقت عملية “درع الفرات” التي حظيت بترحيب شعبي من قبل سكان منطقة جرابلس، الذين سارعوا لدعم العملية وأظهروا تأييدهم للجيش التركي، ما يدل على صوابية هذه الخطوة وفعاليتها وجدواها”.
ورداً على سؤال حول إمكانية رفض الميليشيات الكردية الانسحاب إلى شرق الفرات، قال البرلماني التركي “إن موقف تركيا بشأن هذه المسألة واضح تماماً، فالعمليات العسكرية التركية ستتواصل حتى انسحاب الجماعات الإرهابية إلى شرق الفرات والتأكد من عدم استمرارها بتشكيل أي تهديد للأمن التركي”.

العربية نت

Leave a Comment