News

خبير في الشؤون التركية لـ”الوسط” :مناورات تركية لاختراق الاسواق الافريقية

خبير في الشؤون التركية ل"الوسط" :مناورات تركية لاختراق الاسواق الافريقية

مناورات تركية لاختراق الاسواق الافريقية

يعتقد الدكتور باسل الحاج جاسم الخبير في الشؤون التركية واستشاري في العلاقات الدولية والدبلوماسية، أن أي تغيير في خليفة أحمد داوود أوغلو في رئاسة الحكومة التركية لن يكون له تأثير على موقف أنقرة من حكومة الوفاق الوطني، مؤكدا أن هناك توجها لتجاوز بعض الأخطاء التي وقعت فيها أنقرة سابقا، لا سيما في تعاملها مع الملف السوري، مما سينعكس إيجابا على الوضع الليبي.
وأوضح الخبير في الشؤون التركية خلال اتصال هاتفي مع »الوسط« مساعي الجزائر لدور تطمح أن تلعبه أنقرة في ليبيا عقب الإعلان عن وساطة جزائرية بين تركيا وسورية، قائلا: »إنه لم يصدر أي تعليق رسمي تركي على وجود وساطة كهذه«، وبالتالي لا يمكن الحديث بدقة عن هدف الجزائر من وساطة كتلك إن تمت فعلا، فموقف تركيا لا غبار عليه من النظام السوري، وكذلك من حزب العمال الكردستاني التركي المصنف إرهابيا في تركيا وفي حلف شمال الأطلنطي “ناتو” أيضا، والواضح أن الموقف التركي لن يتغير حيالهما.
مصالح مشتركة
لكن باسل جاسم استطرد فيما يخص العالقة بين الجزائر وأنقرة، مؤكدا أن الواضح فيها، أن البلدين وضعا حساسياتهما السياسية جانبا من أجل مصلحتهما المشتركة،لا سيما أن مواقف البلدين متباينة حيال ما يعرف بـ»الربيع العربي«، بالإضافة إلى موقف أنقرة والجزائر من دمشق والقاهرة، والأطراف المتناحرة في ليبيا، كما أن أي تنسيق تركي جزائري يصب حتما في دعم مبادرات الجزائر في ليبيا.
.ويمكن، بحسب رأي جاسم، قراءة موقف تركيا من حكومة الوفاق الوطني، بأن هناك زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي إلى ليبيا ستكون في اليوم التالي للمصادقة على الحكومة، ولا يعتقد أن يكون هناك تغيير في الموقف التركي أيا كان الشخص الذي سيخلف أحمد
داوود أوغلو في رئاسة الحكومة التركية.

هفوات في ليبيا
. وفي رده على سـؤال حول فرص تــدارك تركيا هفواتها السياسية في ليبيا بعد أن توترت عالقاتها مع مصر، شدد الدكتور باسل جاسم على أن هناك محاولات كثيرة لتجاهل الوساطات، والجهود التي بذلتها الحكومة التركية لتعزيز الحوار بين جميع القوى السياسية الليبية؛ إذ أن هناك الكثير من المشروعات الإنمائية والتجارية المشتركة بين ليبيا وتركيا، وهي المشروعات التي دفعت إلى تحسين العلاقات
وتمتينها.
ويرى الخبير أنه لا يمكن تجاهل حقيقة التوتر التركي المصري، وانعكاسات هذا التوتر على المشهد الليبي، لكن الواضح من تحركات تركيا الأخيرة، محاولتها تجاوز بعض الأخطاء التي وقعت فيها سابقا، في تعاملها مع الملف السوري،من خلال توسيع تعاونها مع الأطـراف العربية المتضررة الحقيقي من خسارة سورية. مضيفا أن ذلك سينطوي على انعكاس إيجابي أيضا على الوضع الليبي.

مساع جدية
وفي المقابل ووفقا لوجهة نظر باسل الحاج، يسعى التنافس الأوروبي – التركي إلى بسط نفوذ الطرفين في ليبيا، لا سيما في ظل ما يواجه تركيا من عقبات جدية أمام انضمامها للاتحاد الأوروبي، فيقول في هذا الصدد: »إدراكا من أنقرة لذلك، فإنها تسعى بجدية إلى الانفتاح الأقتصادي والتجاري والسياسي على جميع دول القارة الأفريقية؛ حيث تشكل العلاقة التركية الأفريقية جانبا جديدا ومهما في السياسة الخارجية التركية، وتنضوي العلاقات مع مع ليبيا تحت هذا الإطار أيضا
، ويشير الدكتور باسل إلى أن التحول الصيني إلى افريقيا كان هو الأخر محل انشغال أوروبي – تركي، مؤكدا أن أنقرة بمناورة ذكية مع الاتحاد الأوروبي، سعت إلى إيجاد بدائل اقتصادية، تمكنها من اختراق أسواق أفريقيا التي تمتصها أوروبا من دون جدوى لشعوبها، وتعد تلك المساعي رسالة موجهة،مفادها: أن تركيا قادرة على طرح نفسها بديلا مقبولا، بل ربما أفضل من تلك الدول التي تعاملت مع الشعوب الأفريقية بعقلية استعمارية
لاعبون دوليون
ولفت الاهتمام التركي بالجانب الأفريقي انتباه لاعبين دوليين، أبدوا رغبتهم في التعاون مع تركيا في هذا الصدد، إذ عقد مسؤولون أتراك مشاورات مع مسؤولين من أميركا وإسبانيا وبريطانيا والسويد والاتحاد الأوروبي حول التعاون في القارة الأفريقية، وفي هذا السياق اقترحت دول مثل فرنسا أن تنفذ تركيا، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بعثات تجارية مشتركة في أفريقيا لمواجهة نجاح الصين في الاستحواذ على جانب كبير من الصفقات التجارية مع دول القارة السوداء.
وحول نجاعة محاولات أوروبا استنساخ تجربة تدشين مراكز للاجئين في تركيا إلى إحدى دول شمال أفريقيا، يقول الخبير في الشؤون التركية إن هذا الإجراء إن حدث وتم تجسيده في ليبيا أو الجزائر، فلا يمكن أن يكون بديلا عن الاتفاق مع تركيا، لأسباب كثيرة تتعلق بأمور لوجستية، وأخرى تتعلق بقوانين تلك البلدان، بالإضافة إلى أمور اقتصادية أخرى لا تقل أهمية، وقد تكون اليونان خيارا ناجحا بديلا عن تركيا، لكنها لن تحل المشكلة، وتأتي بالنتائج التي يتوقعها الأوروبيون، فاليوم تركيا بمفردها تستضيف أكثر من 3 ماليين لاجئ. وفيما يخص التحرك المتأخر لموسكو على خط الأزمة الليبية عبر الجزائر، يلاحظ الاستشاري في الععلاقات الدولية والدبلوماسية أن روسيا دوما تكرر تعرضها للخداع في ليبيا، وهذا يجعلها تتمسك بموقفها أكثر من مواقفها في سورية، وبما أن علاقات موسكو مع الجزائر تاريخية، ولدى الطرفين اليوم مواقف متقاربة إلى حد كبير حيال النظامين المصري والسوري على سبيل المثال، فبالتأكيد أي تنسيق بين روسيا والجزائر سينطوي على انعكاسات مباشرة في ليبيا..

نقلا عن صحيفة الوسط الليبية

Leave a Comment