- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
طريق الحرير الجديد من كازاخستان إلى الإمارات
خيرات لاما شريق
في العالم هناك 43 دولة لا تملك حدودها منفذاً على المحيط العالمي، وأكثر تلك الدول في إفريقيا (15)، وفي أوروبا (14)، وفي آسيا (12)، وفي أميركا الجنوبية (2). وتضم قائمة هذه الدول جميع بلدان آسيا الوسطى (كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجكستان وقرغيزستان).
ولا يعاني بعض تلك الدول إزعاجا من مثل هذا الواقع الجغرافي. على سبيل المثال، سويسرا التي تفتقر إلى منفذ إلى البحار، تعدُّ ضمن الدول العشر الأولى في العالم من حيث مستوى القدرة التنافسية الاقتصادية. وكذلك النمسا المقطوعة عن السواحل البحرية، تتمتع بمستوى عالٍ جداً من التنمية الاقتصادية، وسبقت من حيث رفاهية المواطنين جاراتها الساحليات.
المثال الآخر يمكن أن تمثله كازاخستان، أكبر بلد في العالم لا يمتلك منفذاً على المحيط العالمي، في حين يحد أرض كازاخستان بحران قاريان داخليان: قزوين وآرال. وبالفعل، لا يمثل الافتقار لمنفذ مباشر إلى البحر المفتوح بالنسبة لكازاخستان «توقفاً» في تنمية الاقتصاد، لأن موقع كازاخستان وسط القارة الأوروآسيوية، حدد مسبقاً دورها الجيوسياسي كجسر عبور بين أوروبا وآسيا.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ يتحول مركز الثقل في التجارة العالمية والإنتاج إلى آسيا، رافعاً بشكل موضوعي أهمية مكوّن النقل في التعاون بين الدول. وتحتل كازاخستان موقعاً فريداً وأكثر ملاءمة وأمناً لمسار حركة النقل العابر (أوروبا – آسيا). وعلى أراضي هذا البلد تمتد حالياً أربعة ممرات نقل دولية تربط بين الصين وأوروبا، بما في ذلك تراسيكا (ممر النقل أوروبا – القوقاز – آسيا). وكما يقال فإن كل الطرق تؤدي الى كازاخستان.
إن النمو الهائل لاقتصاد الصين، ولا سيما في مناطقها الغربية، يستدعي توريد مجموعة مختلفة من المنتجات إلى الأسواق العالمية. لذلك سيتم تشغيل طريق النقل البري الدولي الجديد «أوروبا الغربية – غرب الصين»، الذي يبلغ طوله 8445 كم، منها 2787 كم على أراضي كازاخستان.
ومن شأن هذا الممر أن يقلص وقت نقل البضائع من الصين إلى أوروبا بنحو 3,5 مرات، مقارنة مع الطريق البحري، أي من 40 يوماً إلى 10 أيام. وفي هذا الصدد، فإن أول مشروع اختراق ضخم في مجال تطوير الخدمات اللوجستية، تمثله المنطقة الاقتصادية الخاصة «خورغوس – البوابة الشرقية» المشيدة على الحدود بين كازاخستان والصين…
والتي ستعمل بمبدأ «الميناء الجاف» في منظومة المجمع الدولي للنقل والخدمات اللوجستية. وفي إطار تنفيذ استراتيجية طريق الحرير الجديد، أقامت شركة كازاخستان الوطنية للسكك الحديدية شراكة مع المشغل العالمي للموانئ والبنية التحتية «موانئ دبي العالمية Dubai Port World».
فبالتعاون مع هذه الشركة تم إنشاء الخط العام للتعاون في مجال النقل، مع ميناء أكتاو ومشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة «خورغوس – البوابة الشرقية»، في تنظيم المعارض الدولية ودمج خدمات البنية التحتية لكازاخستان في السلسلة العالمية للتجارة والنقل.
ويتم حاليا وضع الإطار القانوني للتعاون بين شركة كازاخستان الوطنية للسكك الحديدية و«موانئ دبي العالمية»، بما في ذلك اتفاق التعاون في مجال إدارة كل من ميناء أكتاو على الساحل الشرقي لبحر قزوين، والمنطقة الاقتصادية الخاصة «خورغوس – البوابة الشرقية».
وفي الوقت ذاته، وبحكم الموقع الجغرافي المواتي لكازاخستان، فضلاً عن أهمية إحياء طريق الحرير التاريخي العظيم في شكل جديد، تبذل كازاخستان وغيرها من الدول قصارى جهدها لإقامة ربط نقل عابر للقارات بين آسيا الوسطى ومنطقة الخليج العربي. وتمثل منطقة الخليج العربي بالنسبة لكازاخستان أهمية رئيسية، من حيث بناء ديناميكية إيجابية للتجارة الخارجية. وهذا ما تمليه على الأقل ثلاث حقائق محدِّدة:
1- تغدو منطقة الخليج العربي بؤرة اهتمام لعدد متزايد من الشاحنين في آسيا وأوروبا. فوفقاً لتوقعات الخبراء، ستتم قريباً إعادة توجيه الحجم الكبير لتدفق البضائع من الصين إلى أوروبا وبلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، إلى منطقة الخليج العربي تحديداً. 2- وجود قدرة موانئ وتخزين في أكبر مراكز النقل في العالم (المحاور) للنقل الدولي بالحاويات..
والتي توفر أقصر الطرق نحو جنوب شرق آسيا والقارة الإفريقية والهند وغيرها. 3- إمكانية توسيع القدرات التصديرية بسبب الطلب المرتفع على المنتجات الغذائية (تعتمد المنطقة بنسبة 80-90% على استيراد المنتجات الغذائية).
وفي هذا السياق تتضح الأهمية الكبيرة التي يمتلكها استخدام الطاقة الاستيعابية لموانئ دولة الإمارات، التي تنفرد بدور «البوابة الجنوبية» في ممر النقل «شمال – جنوب». إنه واحد من المسارات الأوروآسيوية ذات الأولوية ويتضمن شبكة نقل كازاخستان. ووفقاً لآراء الخبراء، فإن الحافز الفعَّال في مسألة تعزيز التجارة الثنائية والتعاون الاقتصادي، سيمثله الشريان الرئيسي لحركة المرور في القرن الحادي والعشرين، الذي يربط كازاخستان مع الإمارات.
البيان