News

قراءة في زيارة أردوغان للجزائر الأربعاء

رجب طيب أردوغان

رجب طيب أردوغان

أنقرة – د. باسل الحاج جاسم

تبدو زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إلى الجزائر حافلة بالأسرار والملفات الثقيلة، وتهدف إلى بحث التعاون الثنائي في المجال السياسي والأمني والاقتصادي، وكذلك القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها أزمة ليبيا.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية “تى.آر.تي” أن أردوغان سيجرى مباحثات في الجزائر وسيشارك في منتدى الأعمال التركي – الجزائري مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، حيث تعد زيارة الرئيس التركي، وهي الأولى له بصفته رئيساً، والثالثة منذ أن كان رئيساً للوزراء، وستستغرق يوماً واحداً، فرصة للتباحث في العديد من الملفات منها العلاقات الاقتصادية الثنائية، لاسيما أن الاستثمارات التركية بالجزائر تحتل مكانة كبيرة، مقارنة بباقي الاستثمارات الأجنبية في العديد من المجالات.
كما سيتم التطرق إلى التعاون الأمني المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى الأزمة الليبية، خاصة أن الجزائر تقود بكل إمكانياتها مبادرة لحل الأزمة السياسية والأمنية في هذا البلد، عن طريق حوار وطني ليبي بعيداً عن التدخل الأجنبي وضمن نطاق دول الجوار.
زيارة أردوغان هذه التي تعد الأولى له إلى الجزائر بصفته رئيساً لتركيا، يعتبرها المراقبون حافلة بالرهانات السياسية والاقتصادية، وحتى الأمنية، بالنظر إلى التحديات التي يواجهها البلدان، أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
ومن المرتقب أن يتناول رئيسا البلدين ملفات حساسة، قد يتقدمها الملف الأمني، في ظل الوضع الخطير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو وضع يستدعي أقصى درجات التنسيق بين البلدان المعنية، ومنها تركيا غير البعيدة عن مستنقع تنظيم الدولة الإسلامية، والجزائر التي تتربص بها تحديات أمنية عديدة.
تجنب الحساسيات السياسية:
وإضافة إلى الملف الأمني، يفرض الملف الاقتصادي نفسه بقوة، سواء نتيجة انهيار أسعار النفط بشكل يؤثر على اقتصاديات بلدان المنطقة، وخصوصاً على الاقتصاد الجزائري، أو نتيجة تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد التركي الباحث عن متنفس له خارج القارة الآسيوية.
والمتوقع أن يضع البلدان حساسياتهما السياسية جانباً من أجل مصلحتهما المشتركة، لاسيما أن مواقف البلدين متباينة من ما بات يعرف بالربيع عربي بالإضافة لموقف أنقرة والجزائر من دمشق والقاهرة، والأطراف المتناحرة في ليبيا.
ويُنتظر أن يتم عقد منتدى الأعمال التركي الجزائري على هامش الزيارة، الذي سيتناول فرص الاستثمار في الجزائر، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، كما يهدف المنتدى إلى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يبلغ حالياً 5 مليارات دولار، كما يبلغ حجم الاستثمارات التركية في الجزائر 7 مليارات دولار.

العربية نت

Leave a Comment