- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
ما وراء «السلمية» في خطاب الكرملين؟
نيكولاي إيبيله
برز نهاية الأسبوع الماضي عدد من التصريحات المهادنة من أعلى مستويات السلطة الروسية، وبدأ كثير من المعلقين يتحدث عن «ذوبان الجليد» بين روسيا والولايات المتحدة. والمصدر الرئيسي الذي أثار التكهنات هذه هو كلام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في منتدى فالداي في سوتشي. ودحض بوتين توقعات ترجح اندلاع حرب قائلاً: «روسيا لا تعتزم الهجوم على أحد، هذا مضحك، غير واقعي وسخيف». ومرسوم الانسحاب من الاتفاق على البلوتونيوم، وفقاً لبوتين، لا يعني الخروج منه (الاتفاق)، بل هو ما يطلق عليه الديبلوماسيون «جس نبض» في وقت ترمي الولايات المتحدة، في الواقع، إلى تخريب الاتفاق. كما اعتبر الرئيس الروسي كلام مقدم البرامج الأسبوعية، ديميتري كيسيليوف، عن تحويل أوروبا إلى أنقاض من «الرماد المشع»، ضاراً، وأعلن معارضة اللجوء إلى الأسلحة النووية.
وقام بوتين بالتصويب والتسديد نحو الجيش. ونقلت عنه وكالة بلومبرغ أنه قال في أحد الاجتماعات مع الحكومة في رده على التصريحات العدائية من أحد العاملين في وزارة الدفاع حول احتكاك جوي جديد بين الطائرات الروسية والأميركية، «لقد جننتم!». وأعلن الناطق الإعلامي، ديميتري بيسكوف، أنّ بوتين يرى أن استئناف الغارات الجوية الروسية في حلب ليس في محله. وفي الشؤون الداخلية، اقترح بوتين على البرلمان مشروع قانون يقترح معاقبة موظفي المؤسسات الأمنية بـ10 أعوام سجن جزاء التعدي على القطاع الخاص. وقالت رئيسة المجلس الاتحادي، فالنتينا ماتفيينكو، أن إغراء «تشديد الخناق» (على الحريات) هو أمر «محفوف بالأخطار» على السلطة (كأنه سيف ذو حدين)، وإذا كان المجتمع ينظر إلى قانون «العملاء الأجانب» و«مكافحة الإرهاب» على أنهما أدوات قمعية وليس على أنهما إجراءات في خدمته، فإن هذا ناجم عن تقصير من السلطة.
وغالباً ما يُقصد بعبارة «جس النبض» رفع سقف المطالب من أجل إفساح المجال في وقت لاحق أمام التراجع بضع خطوات، وبالنتيجة بلوغ تسوية «وسطية». وتُنتهج الاستراتيجية ذاتها في السياسات الداخلية، ويسميها الخبراء «الشعبوية المعادية للسلبية» أو الشعبوية الإيجابية، وهي تقضي بتخويف الناس بأمر بالغ السلبية، سواء كان ذلك زيادة حادة في أسعار الفودكا أو رفع الزيادة في الضرائب المفروضة على التبغ أضعافاً مضاعفة. ويتبع التخويف عملية خفض مستوى السلبية، فيشعر الشعب بالسرور ويتنفس الصعداء ليس لحصوله على شيء لم ينله، بل لخسارته أقل ممّا توقع.
وتواتر التصريحات المتشابهة من أجل السلام وحقوق الإنسان هو مؤشر إلى أهداف تكتيكية. وربما يلمح الكرملين مجدداً لواشنطن إلى احتمال إبرام صفقة ما ينجم عنها إلغاء العقوبات على روسيا في المستقبل المنظور (من المستحسن قبل 2018). لكن روسيا ليست لديها تنازلات جديّة تقدمها للغرب لاستئناف محادثات قائمة على الثقة.
وخلاصة القول أن التصريحات التصالحية أو المهادنة على خلفية تعبئة عامة، ومن دون تغيير وجهة السياسة العامة، تبدو كأنها صناعة سلام وتوحي به. وهذه التصريحات لا تشي بتقارب، بل بسعي إلى إزالة الجليد، على نحو ما تفعل الخدمة التقنية لتنظيف الثلاجة. ففي الثلاجات تجب إزالة الجليد في شكل منتظم من أجل تأمين تجميد فعّال. لكن إزالة الجليد لا تعني أن أحداً يعتزم تحويل الثلاجة إلى جهاز تدفئة.
فيدوموستي الروسية