- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
هل بدأت مرحلة ما بعد إدلب؟
د. باسل الحاج جاسم
بعد نقاش سياسي وتركيز إعلامي كبير امتد لأسابيع وأشهر طويلة حول المنطقة الآمنة في سوريا، ما يزال هناك العديد من إشارات الاستفهام حتى اليوم، فلم يتضح بعد امتدادها الحدودي، وكم سيكون عمقها؟ وربما السؤال الأكثر إلحاحاً: من هي القوات التي ستنتشر فيها؟
الشيء الذي بات لا يخفى على أحد، أن فهم الولايات المتحدة الأميركية للمنطقة الآمنة، هو إنشاء منطقة تحمي المواقع التي تسيطر عليها أدواتها الانفصالية، بينما تصر تركيا وفق ما هو معلن على أن تكون المنطقة الآمنة بعرض 460 كم، مع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة أنقرة الأخيرة مع قادة ضامني مسار أستانا، تحدث عن مسافة 910 كم، على طول الحدود السورية التركية، وعمق 30 – 35 كم، وأيضا تحدث أردوغان خلال قمة أنقرة لأول مرة عن مدن في العمق السوري مثل الرقة ودير الزور.
في المقابل وبحسب ما رشح من معلومات تقترح الولايات المتحدة منطقة بعرض 140 كم وعمق 10-15 كم، وبعد ضغوط وحشود عسكرية تركية وتهديدات، توصلت أنقرة إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على إنشاء منطقة آمنة بطول 100 كم (ما زال عمق المنطقة غامضًا).
اختلفت آراء الكثير من المراقبين حول احتمالات وجود صلة بين الاتفاق التركي الأميركي على إقامة “منطقة آمنة” في الشمال السوري، والتصعيد العسكري الذي ازداد مؤخراً في محيط محافظة “إدلب”، آخر منطقة بين التي أطلق عليها مناطق خفض التصعيد.
في 7 آب الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء “مركز عمليات مشتركة” في تركيا، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة، لاحقاً، أعلنت تركيا شروع مركز العمليات المشتركة مع الولايات المتحدة في العمل بطاقة كاملة وبدء تنفيذ خطوات المرحلة الأولى ميدانياً لإقامة منطقة آمنة شرقي الفرات في سوريا.
لم يعد يخفى على أحد ما تريد الولايات المتحدة فعله في سوريا، لكن موقفها المتناقض من تركيا اليوم يثير الكثير من المشاكل، ويضع العلاقات التركية_ الأميركية على المحك من جديد، بعد سلسلة من التوترات، وفي الواقع، توافق تركيا وروسيا وإيران على وحدة التراب السوري من شأنه إفساد المخطط الذي تسعى الولايات المتحدة لتطبيقه.
قبل أيام، عقدت قمة ثلاثية في أنقرة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، والقضية الرئيسية التي توافق عليها الزعماء في قمة ضامني مسار أستانا، هي وحدة الأراضي السورية، ورحب بوتين بطلبات تركيا المتعلقة بإنشاء المنطقة الآمنة.
واشنطن كانت الغائب _ الحاضر في قمة أنقرة الثلاثية حول سوريا، فالقادة الثلاث تطرقوا وبشكل مفصل إلى الوجود الأميركي شمال شرق سوريا، وما يشكله هذا الوجود من تهديدات لهم، وللسوريين والمنطقة، ولكل طرف منهم دوافعه وأسبابه بشأن استمرار الوجود العسكري الأميركي داخل أراضي الجمهورية العربية السورية.
ومع استمرار وجود خلافات في وجهات النظر بين تركيا وروسيا وإيران إلا أن استمرار مسار أستانا، يتمتع بأهمية قصوى وهو ما عبر عنه المشاركون في قمة أنقرة بشكل واضح.
تريد الولايات المتحدة، عدم نجاح أي اتفاق بين روسيا وتركيا، لأن نهاية ملف إدلب يعني توجيه الأنظار وبدء العمل على إنهاء المشروع الأميركي شرق الفرات، فواشنطن تخلت العام الفائت عن المعارضة في جنوب سوريا، والتي كانت هي طرف ضامن لها في تفاهمات خفض التصعيد، ولو كانت واشنطن مهتمة حقاً بمصير المعارضة لما تخلت عنهم وهي كانت الضامن لهم أمام الروس.
لا يخفى أن واشنطن تعمل بشكل بات مكشوفاً على تمزيق سوريا، من خلال دعمها مجموعات مسلحة وأقليات عرقية، وسيطرة الأخيرة على مناطق ذات غالبية عربية مطلقة (الرقة العرب أكثر من 93 بالمئة، والحسكة العرب قرابة 80 بالمئة، ومنبج العرب أكثر من 94 بالمئة، والباقي مكونات متعددة الأعراق)، بالإضافة إلى التقارير التي صدرت عن منظمة العفو الدولية الأمنستي، بين عامي 2015 – 2017، وتحدثت بوضوح عن جرائم حرب تعرض لها العرب شرق الفرات من تهجير وإزالة بيوتهم وبلداتهم من على وجه الأرض.
وصحيح أن المسميات المتداولة تعتبر أن غرب الفرات هي منطقة نفوذ روسي، وشرق الفرات هي منطقة نفوذ أميركي، وبأن إدلب التي دخلت في اتفاقات أستانا لخفض التصعيد، أدرجت لاحقاً في اتفاق سوتشي الثنائي الروسي التركي، إلا أن الاهتمام في إدلب يفوق هذه الأطراف ليشمل أيضاً الاتحاد الأوروبي المهتم بعدم حدوث موجات نزوح ولجوء جديدة يمكن أن تحدث جراء وقوع عمل عسكري شامل وغير مدروس في إدلب ومحيطها، بالإضافة لأسباب أخرى تتعلق بالمقاتلين الأجانب وينحدرون من جنسيات أوروبية، وينتشرون اليوم في إدلب، وهذا الأخير هو مبرر موسكو كما واشنطن لاستهداف المنطقة بذريعة استمرار وجود منظمات على قوائم الإرهاب الدولي، لذلك ستتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة الرباعية بين روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا في إستانبول حول إدلب والمنطقة الآمنة.
يمكن الاعتقاد أن تركيا استطاعت خلال قمة أنقرة، من الحصول على تأييد موسكو وطهران لإقامة المنطقة الآمنة التي تتطلع لإنشائها منذ سنوات، بهدف التمهيد لعودة اللاجئين الطوعية، إلا أنه ما تزال هناك اعتراضات أميركية.
يمكن استبعاد أي صدام أميركي – تركي، ولاسيما في ظل تأكيد سابق لأردوغان أن بلاده ليس لديها أي عداء اتجاه الإدارة الأميركية ولا الجنود الأميركيين الموجودين في سوريا، مضيفاً: «رغم كل شيء، نرى أميركا كحليف استراتيجي ويمكننا المضي معًا في المستقبل شريطة الالتقاء على أرضيات صحيحة».
الواضح من التصريحات التركية الرسمية وعلى أعلى مستوى سياسي وعسكري في البلاد، أن أنقرة ماضية في تنفيذ خطتها لضرب الأهداف التي تهدد أمنها القومي خارج الحدود، بغض النظر عن موقف واشنطن.
تلفزيون سوريا