News

هل ستلاحق باكو عبر الانتربول الدولي ما يسمى ” مرصد سوري ” ؟

هل ستلاحق باكو عبر الانتربول الدولي ما يسمى " مرصد سوري " ؟

علي محمدوف

علي محمدوف

كشف المدعي العام في جمهورية اذربيجان،قبل أيام ، عن جثث و وثائق و اعترافات اسرى أرمن، تثبت مشاركة مرتزقة من تنظيم PKK/YPG الإرهابي (حزب العمال الكردستاني و فرعه السوري) في القتال إلى جانب ارمينيا ، و قال المسؤول الاذربيجاني لوسائل اعلام محلية و دولية : ابلغنا الانتربول الدولي بأسماء شاركت في تجنيد المرتزقة و الارهابيين، و نخشى من قيامها باعمال ارهابية ضد الاذر و ممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج، و نأمل تعاون فرنسا معنا بعد ابلاغهم عن فرنسيين بين المرتزقة ، كما أشار مدعي عام اذربيجان لوجود مرتزقة الى جانب الارمن أيضا من عدة دول بينها لبنان و كندا .

و تقدمت السفارة الأذربيجانية لدى باريس، بشكوى لدى السلطات القضائية من أجل التحقيق في جرائم حرب ارتكبها مواطنون فرنسيون في إقليم كاراباخ ، وذكرت السفارة في بيان عبر “تويتر”، امس الجمعة، أنها تقدمت بشكوى لدى السلطات القضائية الفرنسية من أجل التحقيق في جرائم حرب ارتكبها فرنسيون من أصل أرميني وغير أرميني، في كاراباخ .

وأضافت أنه “بحسب معلوماتنا التي أكدتها وسائل إعلام فرنسية أيضا، مرّ عدد كبير من المرتزقة الفرنسيين من أصل أرميني وغير أرميني المرتبطين باليمين المتطرف الفرنسي إلى يريفان، قبل توجههم إلى الأراضي الأذربيجانية التي كانت تحتلها أرمينيا”.

وأوضحت أنها طالبت بفتح تحقيق لدى مكتب الادعاء الوطني الفرنسي لمكافحة الإرهاب، لوضع حد لأعمال هؤلاء الإرهابيين الذين يشكلون خطرا كبيرا على الأمنين الدولي والإقليمي، وبيّنت السفارة أن السلطات القضائية الأذربيجانية مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية في إطار مقتضيات القانون الدولي.

لن يجد المتابع و المشاهد العربي ،الاخبار المذكورة اعلاه في اي وسيلة اعلام عربية مرئية او مكتوبة او الكترونية ،و لاسباب عديدة ،و هي ليست في اطار حديثنا اليوم ،و كان لافتًا قبل أسابيع استخدام مصطلح “المرتزقة”، ولاحقا “الإرهابيين”، وتوجيه أصابع الاتهام نحو أذربيجان ومن خلفها تركيا، والشيء المثير، أن المصدر الرئيسي “الوحيد” لهذا الادعاء، (الذي تلقفته معظم وسائل الإعلام العربية، وبعضها على استحياء)، ما يطلق عليه “مرصد سوري”، الذي يديره ويظهر على الإعلام متحدثًا عنه، شخص يحمل اسمًا مستعارًا، وأحيانًا كثيرة يصعب التمييز إذا ما كان وكالة أخبار، أو مرصدًا أو شيئًا آخر، والمؤكد الوحيد حوله هو قربه من الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني “بي كي كي” (المصنف على قوائم الإرهاب في الناتو وأذربيجان وكازاخستان وسوريا ودول أخرى)،و دعمه لمشروعه، ويتضح ذلك من خلال تتبع خريطة ونسبة ونوعية وأهمية الاخبار التي يسوقها.

تبنت وسائل روسية “بشكل مثير” تلك “المزاعم”، مع أن مصدر تلك الرواية، سبق ولفق للقوات الروسية أكثر من تهمة داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، وهناك أكثر من اتهام رسمي روسي حول خلفية ما يسمى “مرصد”، من خلال ما يقوم بتسويقه من أخبار ونوعيتها، حول الأطراف المتصارعة في الحروب السورية،و مع أن الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أعجبه “اللحن” الذي يقحم تركيا في النزاع، فشل حتى اليوم في تقديم أدلة ملموسة طالبه بها نظيره الأذربيجاني إلهام علييف .

نجد في المقابل، اعترافًا أرمينيًا رسميًا بوجود مرتزقة إلى جانبهم،حيث نعي المجتمع الأرمني في مدينة حلب السورية، مقتل ثلاثة من أبنائه في “شوشا” باذربيجان بتاريخ 8-9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وهم “هاروت بانويان”، “هاكوب اصطارجيان” و “موسيك سيكلميان”، فيما أفادت مصادر إعلامية بأنه جرى دفنهم بمدافن الأرمن بحلب.

واعترف الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، بوجود مقاتلين أجانب بين القوات الأرمنية، في الصراع الحدودي بإقليم ناغورني كاراباخ ، وقال “من حق أي أرميني أن يقاتل إلى جانب أرمينيا، لا عيب في أن يساعد الأرمن أشقاءهم”

و كذلك ارسل الادعاء العام الاذربيجاني مذكرة الى السلطات الروسية ،حول مواطنين روس من اصول ارمنية يقومون بحملات بث كراهية و تحريض على العنف في وسائل التواصل الاجتماعي ،و في هذه الاثناء يدور السؤال حول ما ستقوم به باكو قضائيا و عبر الانتربول الدولي لملاحقة ما يسمى “مرصد سوري” ،على الفبركات التي بثها و تلقفتها وسائل اعلام باتت معروفة ،و لا يستبعد مراقبون تعاون بين موسكو و باكو و تل ابيب التي حاول المدعو مرصد ربط اسمها بالارهاب الدولي ، و خصوصا عندما ظهرت اصوات من اسرائيل تشير الى ان اتهامات الحكومة الارمنية تأتي في اطار معاداة السامية .

و تجدر الاشارة انه حتى لو لم تتعاون بعض الدول مع باكو في الملاحقة القضائية ضد مروجي الفبركات و تشويه سمعتها خلال خوضها حرب تحرير اراضيها المحتلة و تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي في هذا الخصوص ،الا ان دول عديدة بينها عربية، تربطها علاقات مميزة مع اذربيجان ،بالتاكيد ستتعاون مع باكو في طلبها المحق .

و في الختام من الضروري لفت الانتباه ان بعض البلدان العربية عبر ما قامت به وسائل اعلامها من هجمة مع جهات مشبوهة و تبني خطاب ارمينيا التي تحتل اراضي دولة جارة ،لن تكسب تلك الدول ارمينيا كحليفة لها ،و بالمقابل خسرت اذربيجان الدولة المحورية في قطاع الطاقة العالمي ،و صوتها المؤثر المسموع في المحافل الدولية .

نقلا عن ترك برس

Leave a Comment