News

قصف ماريوبول منعطف

أوكرانيا

أوكرانيا

قد يكون قصف ماريوبول نقطة تحول في تطور الأوضاع في جنوب شرقي أوكرانيا. إذ يواصل الغرب، على رغم أن احداً لم يعد يصدق الوعود الروسية، على دعوة موسكو إلى وقف دعم الانفصاليين. واليوم، يرى المجتمع الدولي أن روسيا تغامر بالتحول أبرز راع للإرهاب.
وتجاوزت الردود على قصف ماريبول الانذارات الشفهية الموجهة الى روسيا التي كانت تترافق مع حوادث التصعيد السابقة في المنطقة. وبادرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي لم ترصد في السابق دور العسكر الروسي والأسلحة الروسية في جنوب شرقي أوكرانيا، الى تحديد مصدر النيران. وثبت انها تطلق من الاراضي التي تسيطر عليها القوات الانفصالية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، موسكو الى وقف دعم المتمردين واحترام الالتزامات الدولية. أما كلام الأمين العام لحلف الناتو فوجه سهام النقد الى دعم الروس المباشر للانفصاليين على الصعيد السياسي والمالي والعسكري (العتاد البري، وأنظمة القيادة والصواريخ المتطورة المضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ والحرب الالكترونية). وتعد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة.
وعرقلت روسيا، في مجلس الأمن الدولي، إصدار قرار يدين الإرهابيين، ورفضت رفضاً قاطعاً إصرار بريطانيا على الإشارة الى تصريحات زعيم ما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية، ألكسندر زاخارتشينكو، التي أعلن فيها الهجوم على ماريوبول. وعليه، أخفق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار منذ بداية الأزمة. ويبدو أن عملية السلام التي كانت تبدو أكثر واقعية في أواخر كانون الأول (ديسمبر)، فشلت. فما حظوظ السلام في وقت يسعى الإنفصاليون الى توسيع سيطرتهم على الأرض؟ واليــوم، المشكلة الرئيسية هي رغبة موسكو في جعل الانفصاليين طرفاً بارزاً في المفاوضات. فــروسيا ترمـــي الى إسباغ مشروعية قانونية على جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.
ورفع كل من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مستوى الاعتراف الروسي بانفصاليي دونيتسك ولوغانسك إثر توسلهما أخيراً بتسمية «الجمهوريات الشعبية». ويتوقع أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس الإتحادي، السيناتور سيرغي ماركوف، أن تتجه الأحداث في أوكرانيا الى السيناريو التالي: إثر «تحرير» ماريوبول، يكون ردّ الغرب حاداً، وبعد تحرير سلافيانسك بالغ القسوة. وبعد السيطرة على خاركوف وأوديسا سيضطر العدو الى التفاوض، واحتساب المصالح الروسية، ورفع العقوبات. أمّا السلطة في كييف، فمصيرها السقوط. وإثر تداعي سلطة كييف، تتحول أوكرانيا لا محالة إلى نظام فيديرالي مقابل تخلي الثوار عن التقدم نحو كييف. ويبدو أن ماركوف ليس المؤيد اليتيم لمثل هذا السيناريو، ويبدو أنه يلقى قبولاً واسعاً في موسكو.
ويرمي تعزيز موقف الانفصاليين إلى حمل كييف على الاعتراف بالجمهوريات الانفصالية. ويتوقع أن يزعزع بقاؤها ضمن السيادة الأوكرانية مع حيازة صلاحيات واسعة، الاستقرار في البلاد كلها. والخيار الآخر أمام اوكرانيا هو قبولها انفصال هذه الجمهوريات من غير أن توصد الحدود في وجهها. ويسمح هذان الخياران بإذكاء التوتر المزمن في أوكرانيا، وتحقيق الهدف الأساس، أي الحؤول دون دورانها في فلك العالم الغربي.

«فيدوموستي» الروسية

Leave a Comment