- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
العلاقات التركية المصرية :هل من أمل ؟
سمير صالحة
العلاقات التركية المصرية لم تكن يوما في حالة من التحسن والتقدم والازدهار السياسية والاقتصادي بل هي شهدت دائما هبات باردة وساخنة بحسب التحولات في الحكم داخل البلدين وميول القيادات ومزاجها السياسي .
وصول الاخوان الى الحكم في مصر قبل 3 اعوام اثار الحماس في صفوف قيادات العدالة والتنمية ودفعها للتحرك السريع نحوها بهدف فتح هذه الصفحة الجديدة من التعاون بعدما تراجعت الى الوراء في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك نتيجة شبكة التحالفات الاقليمية والدولية المتباعدة والمتضاربة في اكثر الأحيان .
ورغم ان رجب طيب اردوغان اغضب قيادات الاخوان المسلمين عندما حدثها عن فوائد العلمانية وحسناتها الدستورية والسياسية في المنطقة مذكرا بالنموذج التركي فان العلاقات بينهما ظلت تتحسن وتشهد العشرات من العقود والاتفاقيات ومذكرات التفاهم حيال العديد من القضايا والملفات الثنائية والإقليمية .
ابعاد الاخوان عن الحكم في مصر قلب المعادلات ودفع الامور الى التدهور مجددا بين تركيا ومصر ليقود البلدين اليوم العديد من التحالفات الجديدة المتناقضة المتعارضة المتضاربة المصالح .
قيادة عبد الفتاح السيسي تبحث عن الانتقام لنفسها من انقرة التي فتحت الأبواب على وسعها امام الاخوان سياسيا واعلاميا واقتصاديا وتركيا متمسكة بفكرة ” النظام الانقلابي ” والخروج عن المسار الديمقراطي وحقوق الانسان والاعتقالات ومحاكمات غير عادلة لقيادات الاخوان ينبغي وضع حد سريع لها .
الرئيس السيسي نجح في كسب العديد من الدول العربية والخليجية الى جانبه في هذه المواجهة مع حكومة العدالة والتنمية كما استطاع تحييد العواصم الغربية التي رجحت الابتعاد طالما ان قوتين إقليميتين يضعفان بعضهما البعض عبر منازلة استراتيجية دامية تعطي الفرصة لإسرائيل لتقوى دون ان تدفع اي ثمن مقابل ذلك .
زيارة السيسي الاخيرة الى قبرص اليونانية قد تكون في العلن حلقة من سياسة المناكفة والمكايدة بين القاهرة وانقرة لكنها في السر خطوة على طريق بناء التحالفات الاقليمية الجديدة التي تسعى من خلالها القاهرة لتلقين انقرة الدرس المناسب بسبب هجومها على السلطة السياسية الجديدة في مصر والتمسك بورقة الاخوان في وجهها ومحاولة تحريض العواصم العربية والإسلامية والغربية ضدها .
المشكلة بينهما اليوم تجاوزت حالة الاصطفاف ايضا ولم تعد مشكلة طرح او بناء النموذج الافضل للمنطقة بل تصدير المشاكل والازمات لبعضهما البعض وهنا قمة الخطورة في إلحاق الأضرار التي لن تكون مسالة تلافيها او تجاوزها بمثل هذه البساطة .
ما الذي تمثله العلاقات التجارية والاقتصادية اليوم بين مصر ونيقوسيا او بين مصر وأثينا لا شيء تقريبا . الا تعرف القاهرة حجم الصعوبات المالية والاقتصادية التي تواجهها العاصمتين ؟
ربما مصر تريدهما الى جانبها لأنهما على عداء مع تركيا اولا ولأنهما جزء من الاتحاد الاوروبي وفرصة ليقودا اللوبي في المجموعة الاوروبية لصالح مصر مقابل تفاهم ثلاثي في ترسيم الحدود في منطقة شرق المتوسط يكون مقدمة لقطع الطريق على تركيا باتجاه عبور الشرق الاوسط بحرا ثم يتحول الى تفاهم على نقل الغاز وتصديره الى أوروبا عبر مصر او بيعه مباشرة لها لتقوم هي ببيعه الى الخارج .
السؤال المطروح والمكرر دائما لماذا تخاصم تركيا مصر بعد هذه الساعة رغم ان العواصم الغربية تصمت وان ايران وإسرائيل يكادا يكونان شريكان استراتيجيان للقاهرة اقليميا في المرحلة المقبلة ؟
جواب انقرة ياتي معكوسا عبر طرح سؤال اخر مقابل السؤال المصري : الا تعرف القاهرة ان تركيا شهدت انقلابا عسكريا في مطلع الثمانينات وان قائد الانقلاب كنعان افرين الذي لقي انتقادات واسعة في العواصم الغربية عاد وأمن لنفسه الفوز كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية التركية ليكون الشريك الجديد للغرب بعدما كان قبل اشهر انقلابيا مغضوبا عليه ؟ الغرب يبحث عن مصالحه والحالة تنطبق على القيادة المصرية عاجلا ام اجلا .
الملك الإسباني خلال زيارة الرئيس المصري قد يكون اشاد بالشريك المصري الجديد رغم ان العلاقات التجارية والسياسية بين مصر وإسبانيا لا تعني الكثير ، لكن الملك الإسباني اشاد ايضا بالسياسي الذي يحارب الجماعات الإرهابية والمتشددة في مصر بعدما كانت حكومته تقيم علاقات ممتازة مع الاخوان عندما كانوا في السلطة مضحيا بكافة المعايير الاوروبية التي تستخدم ضد تركيا اليوم في مسائل حقوق الانسان والديمقراطية والقضاء العادل .
القاهرة تقول ان مشاركة الوفد المصري الكبير في ذكرى احداث عام 1915 الارمنية هي مشاركة شعبية وغير رسمية وان القاهرة لم تدخل رسميا في اي نقاش حول موضوع ” الابادة ” . كاد ان يكون هذا الكلام صحيحا لولا الحملات الواسعة التي شنها الاعلام المصري ضد تركيا في موضوع ” المجأزر ” ولولا محاولة القيادة المصرية لعب ورقة الوفد القبطي الرفيع الذي قاد التحرك في يريفان وكرر امام العدسات ان الكنيسة القبطية جزء من العمل السياسي وان الزيارة لا يمكن ان تكون رسالة تضامن كنسي وديني وحسب بل لا بد على انقرة ان تستخلص مواقف سياسية ايضا من هذا التحرك المصري . الن تسال القيادات الاسلامية والعلمانية المصرية الحكومة عن اسباب تشجيعها على خطوة بهذا الاتجاه ؟
الحملات الاخيرة المركزة في الاعلام المصري ضد السعودية بسبب تقاربها وانفتاحها على انقرة تحت غطاء الموقف السعودي من اليمن وما كانت تعد له القاهرة من خطوة توسط بين الخليج وايران الذي لقي اعتراضا من الرياض رافقها ردة فعل شديدة من السفير السعودي في مصر والجميع تابع ماقاله بعد اشهر فقط على كل هذا التنسيق المصري السعودي . زيارة السيسي اليوم الى المملكة العربية السعودية قد تكون عبر البيانات للتهنئة لكنها ستكون وراء الابواب للعتاب وقول شىء اخر بينه انزعاج المملكة من التحرك المصري الاقليمي والدولي الاخير ومطالبة القاهرة بالاستعداد لسياسة سعودية إقليمية جديدة .
الرياض تريد الان حماية الخيط الرفيع في مسار العلاقات التركية المصرية امام التحولات العربية والإقليمية المتلاحقة ومصر عليها ان تكون مستعدة لتحديد موقفها النهائي حيال ذلك . المشكلة لم تعد مشكلة اخوان بل مشكلة ” أبناء عّم ” يريدون السيطرة على قالب الحلوى باكمله اسرائيليا وإيرانيا وهذا ما لن تقبل به الرياض وانقرة . اولوية الرياض اليوم هي الحرب على القاعدة وداعش والحيثيين في اليمن ايضا وأولوية مصر هي الاخوان وتركيا فمن سيقنع الاخر ؟
مصر تريد القفز الى الامام للهروب من هذا الوضع عبر بناء منظومة تحالفات إقليمية وغربية تطوق تركيا من خلالها فهل سترضى السعودية بمحاولات اضعاف تركيا شريكها في اليمن والخليج وسوريا لصالح بناء القيادة المصرية لتحالفات مفترضة تكون ايران جزء منها ؟
ترك برس