- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
بوتين يقوّض أوروبا
آن أبلباوم
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، احتفلت برلين بذكرى 25 عاماً على سقوط الجدار، وشارك في الاحتفالات ليش فاليشا وميخائيل غورباتشيف. وفي ربع القرن الأخير، توحّدت ألمانيا، وانضمّت «الدول القديمة في وسط أوروبا وشرقها»، كما سماها تشرشل، إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وهذه الدول يعمّها الرخاء والحرية أكثر من أي وقت مضى، وبدا أن مكانتها في التحالف الغربي راسخة: هذا الأسبوع، أعلن الناتو سعيه الى نشر أسلحة ثقيلة في الدول الأطلسية في شرق أوروبا.
ولكن، هل إنجازات المرحلة الانتقالية المحتفى بها راسخة فعلاً؟ قبل عام، كان ليبدو هذا السؤال سخيفاً. ولكنه صار اليوم مبرراً، في وقت تنتهج روسيا استراتيجية كبرى ترمي الى تقسيم الاتحاد الأوروبي، وتقويض الناتو، ووقف المسيرة الأوروبية وعرقلة نظام ما بعد الحرب الباردة، والعودة بالتوازنات الى ما قبل سقوط جدار برلين. وتدعم موسكو وسائل الإعلام والحركات المناهضة لأوروبا وأميركا والمناوئة للمؤسسات الحاكمة. والى اليوم، النجاح الأكبر أنجزته روسيا في بعض دول الكتلة السوفياتية السابقة.
ولا يضطر الكرملين إلى إنشاء أحزاب معادية للاتحاد الأوروبي في إيطاليا أو فرنسا، بل يساهم في دعمها وشدّ عودها. وحصل حزب «الجبهة الوطنية»، اليميني الفرنسي المتطرّف بقيادة مارين لوبن، على قرض قيمته 9 ملايين يورو من أحد المصارف الروسية – التشيخية. وثمة علاقات تربط بين روسيا وحزب الحرية النمسوي و «رابطة الشمال» الإيطالي وغيرهما من الأحزاب اليمينية المتطرفة. وفي اليونان، برز أثر دعم الكرملين الأحزاب المتطرفة اليسارية واليمينية في تشكيل الائتلاف الحاكم. وأظهرت روسيا الأسبوع الماضي، أنها قادرة على أداء دور في الأزمة اليونانية. وحين يشاء رئيس الحكومة اليوناني، ألكسيس تسيبراس، تحدّي الاتحاد الأوروبي، يتوجه إلى موسكو أو سانت بطرسبرغ. ويبدو أن إسقاط الأنظمة وإنشاء حكومة موالية لروسيا يسيران، وفي متناول موسكو في البلدان الصغيرة، حيث وسائل الإعلام تفتقر الى السيولة ويسهل التلاعب بها، وحيث الطبقة السياسية هشة والميول الشعبوية تتعاظم.
ولا شك في أن الجسور امتدت بين شرق أوروبا وغربها في ربع القرن الماضي. لذا، من اليسير انتقال عــدوى الاستياء اليوناني الى الشرق. ولا يتذكر الشباب في أوروبا الشرقية الماضي السيئ، ولا يتماهون مع معاناة جيل الآباء، ويرون أنهم وأقرانهم في البلدان الغنية سيان. وأدت حرب العراق الى خيبة أمل إزاء الناتو، والأزمة المالية الى الطعن في «النموذج الأوروبي الغربي» الذي كان محطّ إعجابهم. وفي جميع أنحاء القارة الأوروبية، تعمّ الإنترنت مشاعـــــر غضب تطعن في الاتحاد الأوروبي، وتوجِّه إشاعات لا سند لها في الواقع السهام الـى مؤسسات بروكسل. والمواقع اليمينية المتطرفة، الـــتي ترتبط بروسيا، تزدهر في هذا السيل الإعلامي. وأسرّ إليّ وزيــر تشيخي سابق، أن المواقع التشيخية التي تهاجمه بتـــهم الفساد، تدعم ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم وحــــربها في أوكـــرانيا. وفي وارسو، برز بين ليلة وضحاها حزب يميني متطرف جديد موال لروسيا، وخطابه يغزو الإنترنت البولندي. وفي هذه الأجواء، تتناقص جاذبية الغرب وتتقلّص. وموّل مديرُ المكتب التشيخي في شركة «لوك أويل» النفطية الروسية، جزءاً من حملة الرئيس التشيخي الانتخابية. وهذا الرئيس يعارض، اليوم، العقوبات الروسية، ويطعن في صدقية الكلام عن تدخّل روسي في أوكرانيا. وهو دعا الأوليغارشيين الروس الذين فرضت عليهم عقوبات أوروبية وغربية، الى زيارة براغ.
وحصل رئيس الوزراء المجري اليمين – الوسطي، فيكتور أوربان، على قرض روسي في العام الماضي – بقيت تفاصيله سرية – لبناء محطة طاقة نووية. وبعد أشهر، دعا أوربان الى ترك «العقائد والأيديولوجيات» الغربية مثل الديموقراطية الليبرالية. وثمة أوجه شبه كثيرة بين العقيدة «غير الليبرالية» الأثيرة على أوربان، وبين البوتينية (نسبة الى فلاديمير بوتين). وسبحة الدول التي قد تميل أكثر فأكثر الى موسكو تطول. ففي بلغاريا، يسعى أحد أثرياء الروس الى شراء محطة تلفزيونية كبيرة. والروس يمسكون بمقاليد شركات الطاقة الصربية. ورجحت كفة النفوذ الروسي في مقدونيا، حيث اتهمت روسيا الغرب بإعداد انقلاب.
والحال أن روسيا لا تسبّب الاضطراب الإقليمي، بل تسعى الى تأجيجه قدر الإمكان. وترغب في انضمام عدد من الحكومات الأوروبية إلى اليونان في رفض العقوبات على روسيا، في موعد تجديدها المرتقب بعد ستة أشهر. ولكن ما تطمح إليه في الأمد البعيد، أعظم من أهدافها القريبة الأمد. وإذا بلغ شعبويون السلطة في وسط أوروبا، قد تقتنع ألمانيا بأن العلاقة المميزة السابقة مع روسيا هي أفضل من العلاقة مع الزملاء غير المتعاونين في الاتحاد الأوروبي. وحظوظ «استدارة» ألمانية الى روسيا ضعيفة طالما أن أنغيلا مركل في منصبها ببرلين، على رغم أنّ رؤية بعض السياسيين في ألمانيا تخالفها الرأي. فالمستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر، هو من أصحاب النفوذ، ويعمل في خدمة شركات روسية كبرى، ويدافع عن وجهة نظر موسكو في وسائل الإعلام الألمانية. ومشاعر العداء للولايات المتحدة في ألمانيا راسخة وضاربة الجذور. ويميل تأييد الناتو في ألمانيا الى الانخفاض. وأظهر أخيراً استطلاع للرأي، أن 38 في المئة فحسب من الألمان مستعدّون للدفاع عن دولة حليفة في الناتو. ومن طريق زعزعة الاستقرار في وسط أوروبا، ترمي روسيا الى ترجيح كفة مصالحها. ولو أخفقت مساعيها، فما لا شك فيه أنها تلحق أضراراً كبيرة بأوروبا.
«فاينانشال تايمز» البريطانية