- كوريا الجنوبية تخصص 3 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة تغير المناخ في آسيا الوسطى
- شينجيانغ تطلق خط شحن سككي جديد لدعم التجارة مع آسيا الوسطى
- طاجيكستان والكويت تسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي وتأسيس صندوق استثماري مشترك
- قرغيزستان تفتح أبوابها للسياح الصينيين دون تأشيرة: خطوة لتعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي
- أذربيجان وقرغيزستان تعززان الشراكة الدفاعية بتوقيع خطة التعاون العسكري لعام 2025
- دعوات إلى إحلال السلام ووقف الحروب في قمة بريكس في روسيا
- العراق يعزز قدراته الكهربائية باتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان
- التوجه التركي الجديد: إعادة تسمية “آسيا الوسطى” بـ”تركستان” وأبعاده الاستراتيجية
- أذربيجان تشارك كضيف في اجتماع وزراء الطاقة لدول آسيا الوسطى في طشقند
- زيادة قياسية في إنتاج حقل تنغيز النفطي بكازاخستان قد تؤثر على التزام البلاد بحصص “أوبك بلس”
- كازاخستان تصارع من أجل توافق إنتاجها مع قيود حصص أوبك +
- السعودية وطاجيكستان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
- في كازاخستان.. اجتماع قمة زعماء آسيا الوسطى يوافق على ثلاث وثائق نهائية
- اتفاق لتعزيز النقل عبر ممر “الشمال – الجنوب” بين إيران وروسيا وكازاخستان
- «شنغهاي للتعاون»… وعالم التعددية القطبية
خيارات العلاقات التركية الأمريكية في سوريا
محمد زاهد جول
ليس من المحتمل أن تسوء العلاقات التركية الأمريكية أكثر مما هي عليه الآن، فكلتا الدولتين لا تسعى إلى توتير العلاقات بينهما أكثر، ولعل زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أيام إلى أنقرة كانت تهدف إلى ترميم ما خرب منها، وكان واضحا من تصريحاته الودية نحو الشعب التركي والاعتذار، وليس التهديد ولا التنديد، وهي اللغة التي أخطأ وزير الخارجية الأمريكية جون كيري استعمالها بعد فشل الانقلاب العسكري الذي دبره فتح الله جولن من أمريكا في الشهر قبل الماضي، فقد كان كيري مغتاظًا جدًا من فشل الانقلاب، وكأنه زعيمه وليس جولن، أو كأنه تمنى نجاحه أكثر من جولن نفسه، ولكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن الأمريكية.
إن زيارة بايدن أوحت بالرغبة الأمريكية لإصلاح العلاقات، ولذلك كان أردوغان حاسما في إسماع بايدن جملة قاطعة لتحسين العلاقات، فقال لـ “بايدن”: “أولوياتنا أن تسلمونا جولن”، وقال قبل أن يصله بايدن: “على أمريكا أن تختار بين تركيا وجولن”، وأردوغان يعلم أن تقاربه من روسيا في هذه الظروف والأجواء يقلق أمريكا والناتو وأوروبا معًا، وهو ما أكدته العديد من المقالات الغربية، أما بايدن فأحضر معه جوابه من أمريكا، أن قضية جولن قضية قانونية وليست قضية سياسية بالنسبة للإدارة الأمريكية، وأن القرار ليس بيد الرئيس الأمريكي أوباما كما قد يظن البعض، أو أن أمريكا تريد أن تقبض من تركيا ثمن تسليم جولن سياسيًا، ولكن كيف.
ولذلك فإن تصعيد لهجة الخلاف مع تركيا بعد زيارة بايدن التي تزامنت مع انطلاق عملية “درع الفرات”، التي تشبه “عاصفة الحزم” السعودية الخليجية في اليمن في بعض الأوجه، لا يختلف عن نفس المواقف التي تواجه بها أمريكا من يعمل لمصالحه مثل تركيا والسعودية، فأمريكا التي عطلت نجاح مؤتمر الكويت بين الأطراف اليمنية، هي نفسها التي تواجه الآن المعارضة السورية في تحرير قراها ومدنها من الاحتلال الإرهابي من قوات “سوريا الديمقراطية”، فقوات سوريا الديمقراطية وتوابعها في المجالس العسكرية التي شكلتها قبل ادعاء انسحابها إلى غرب الفرات هو دليل على أنها تخطط لمواجهة عسكرية وليس تنفيذ انسحاب حقيقي، وهذه المواجهة العسكرية تندرج ضمن الإستراتيجية الأمريكية في مواجهة الربيع العربي، وهي إبقاء بؤر الصراع مشتعلة في العالم الإسلامي، بل وتوفير أسباب أكبر لمواصلتها، فالحرب في أفغانستان لم تنته بعد 15 عاما، والحال في العراق اليوم أسوأ منه عام 2003، والأزمة السورية لا أفق للحل فيها، بسبب ممانعة أمريكا السماح لطرف منها أن يحسم الصراع عسكريا، وقد تعمدت السياسة الأمريكية إشعال الحرب الطائفية في اليمن، والحرب في ليبيا ليست ببعيد.
هذه السياسة الأمريكية أصبحت واضحة للجميع، فتشجيع أمريكا لتركيا في عملية درع الفرات في اليوم الأول لم يستمر، وأخذت أمريكا تنتقد تركيا بقول وزير الدفاع الأمريكي كارتر يوم 29/8/2016 “دعونا تركيا لإبقاء التركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية وألا تشتبك مع قوات سوريا الديمقراطية، وأجرينا عددا من الاتصالات خلال الأيام القليلة الماضية”، وقوله: “إن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد تحدث إلى نظيره التركي الأحد الماضي” فهذه التحذيرات الأمريكية ومن وزارة الدفاع تحددا هي تناقض واضح، لأن تركيا لا تخوض حربا ضد أحد في سوريا أولًا، وما تقوم به القوات التركية المسلحة من تقديم الدعم للجيش السوري الحر وقوات المعارضة السورية المعتدلة، التي يتوجب عليها أن تستعيد سيطرتها على المدن السورية التي يسيطر عليها الإرهابيون، سواء كانوا من داعش أو غيرهم، وبالأخض من ميليشيات “حزب العمال الكردستاني”، وبالأخض المدن السورية غرب الفرات، فهذه المناطق هي مناطق سورية عربية سنية، وليست مناطق كردية، ومن حق الجيش السوري الحر السيطرة عليها، ولا يحق لأمريكا ممانعته عندما يقاتل من يحتلها، وبالأخص قوات سوريا الديمقراطية، التي دخلت هذه المدن بحجة تحريرها من داعش، وليس البقاء فيها بأي اسم أو مسمى.
وأمريكا تعلم أن من مصلحة الأمن القومي التركي دعم الجيش السوري الحر بالسيطرة على أراضيه ومناطقه ومدنه، فهذا حق طبيعي، ولذلك لا يمكن فهم التصريحات الأمريكية التي تدافع عن قوات سوريا الديمقراطية المحتلة لمناطق ليست لها إلا أنه توريط لهذه القوات أن تقاتل الجيش السوري الحر، على أمل أن تضطر تركيا للتورط أكثر في الأراضي السورية، وبالتالي جعل الجيش التركي شريكا في هذه الحرب في سوريا، وبالتالي زيادة احتمالية وقوع مواجهة مع الميليشيات الإيرانية فيها، وهو نفس الهدف الذي تسعى له أمريكا في اليمن، فأمريكا تسعى في اليمن لتقسيمه ليكون في جزء منه تابعًا للنفوذ الإيراني باعتراف دولي، وبالتالي فتح المجال لتحويل الحرب الباردة السعودية الإيرانية الحالية إلى حرب حقيقية مشتعلة في اليمن بين السعودية وإيران، لا يعلم أخطارها إلا الله تعالى.
إن التصريحات الأمريكية التي تنتقد الأداء التركي في درع الفرات، مخالفة للتعهدات الأمريكية بإخراج قوات حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية إلى شرق الفرات في مهلة أسبوعين، بعد تحريرها من داعش، وقد انقضت مدة الأسبوعين، فقد دخلت مدينة منبج بتاريخ 13/8/2016، وانتهت بتاريخ 28/8/2016، والهدنة لوقف إطلاق النار، ستكون مؤقتة لإتمام الانسحاب فقط، وإلا فإن للحكومة التركية الحق باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، فإذا كان التعهد الأمريكي مجرد خدعة أمريكية لتركيا، لتدخل في الصراع السوري، فإن هذه الخدعة لن تقع تركيا فيها، لأن هذه المناطق التي هي محل نزاع لها أهلها الأصليون، وهم السوريون العرب السنة، وهؤلاء من حقهم إخراج الاحتلال من مناطقهم مهما كان وصفه ومسماه، ودور القوات المسلحة التركية أن تتخذ القرار الذي يدعم واجباتها بتحقيق الأمن القومي التركي، وتأييد حقوق السوريين على أرضهم.
ولذلك تبقى الخديعة الأمريكية محصورة بالأحزاب الكردية التي ارتضت أن تكون أداة بيد البنتاجون، فهذه الأحزاب مطالبة أن تكتشف الخديعة الأمريكية بنفسها، فهي التي تطالبها بالانسحاب إلى شرق الفرات، وفي الوقت نفسه تحذر تركيا من عدم التعرض لها غرب الفرات، لتجعل هذه الأحزاب تراهن على الدعم الأمريكي، بينما هي وقود للسياسة الأمريكية لإشعال الحروب في المنطقة فقط.
إن أمريكا سوف تكتشف سريعا أن توريط تركيا بالحرب في سوريا سيبوء بالفشل أولًا، لأن الحكومة التركية لن تورط جيشها في هذه الحرب مهما كانت الأسباب، ولكنها لن تفرط بأمنها القومي، ثانيا، وأخيرًا فإن الدول الإسلامية أصبحت أكثر وعيا على المشاريع الأمريكية في إدامة الحروب وإشعالها وتأخير إنهائها، وهي الآن بحاجة إلى أن تبدأ حل مشاكلها بنفسها، ودون تدخل خارجي مريب.
الشرق