News

قراءة في العملية العسكرية التركية في ادلب

تركيا، روسيا

تركيا، روسيا

أنباء اسيا الوسطى و القوقاز
قال الكاتب و الاعلامي د.باسل الحاج جاسم “ان روسيا و تركيا سيقومان بتنفيذ اتفاق أستانة بضم إدلب إلى مناطق خفض التصعيد، وبحسب المعلن فإن لكل طرف منهم دوراً سيقوم به في هذا السياق”.
وعن تأثير عملية إدلب على سير العملية السياسية، لفت باسل الحاج جاسم الخبير في العلاقات الدولية، والمتابع لمجريات عملية “أستانة” التفاوضية في حديث لموقع الخليج اونلاين، إلى أنه “لا أحد يمكنه تحديد أين ستتجه الأمور في سوريا،فالافق السوري أبعد من “معارضة و نظام”، و الأمر لم يعد معارضة ونظاماً؛ بل أخذ منحىً مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل ست سنوات، مع ظهور أطراف إرهابية متطرفة، وأخرى انفصالية، باتت تسيطر على معظم الأراضي السورية”.
ولفت إلى أن “جنيف بمفردها لا تقدم ولا تؤخر شيئاً في سوريا، فبعد عدة سنوات نرى جنيف صفر نتائج، مع عدم إغفال أنه تم حرفها عن هدفها الأساسي”، مشيراً إلى أن “النتائج الحقيقية ستكون في أستانة، وما سيتم التوصل إليه هناك سيُستخدم لدعم جنيف”.
وأرجع الحاج جاسم سبب قوة “أستانة” وتأثيرها على عملية إدلب إلى أن “من يجلس على طاولة أستانة يمتلك كلمة على الأراضي السورية، في حين لا يخفى على أحد هناك الكثير ممن هم في جنيف لا يمثلون سوى أنفسهم”.
و اضاف د.باسل الحاج جاسم إلى أن اتفاق أستانة الذي تتم ترجمته حالياً في “عملية إدلب”، والذي تم بالإجماع بين كل الأطراف المشاركة روسيا وتركيا وإيران و سوريا (نظام وفصائل عسكرية معارضة)، أوقف تمدد الفصائل الكردية الانفصالية في سوريا.
وبيّن أن “أطراف أستانة هي التي ستحل موضوع إدلب؛ ومن ثم المشروع الأمريكي الانفصالي تم إبعاده حتى الآن، إلا إذا تم تحريك أوراق أخرى تعرقل سير هذا الاتفاق، وقتها لكل حادث حديث”.
و كشف الحاج جاسم الخبير في العلاقات الدولية في حديث خاص مع سياسة تايمز، ان واشنطن لا تعنيها استانا و لا جنيف ،و الا لكانت دخلت كطرف ضامن في استانا ،و لاسيما بعد اجتماع كل الاطراف ذات الكلمة و التاثير داخل سوريا على طاولة واحدة،الا ان واشنطن فضلت البقاء كمتفرج،لان ما يعنيها فقط الا يعرقل احد مشروعها التمزيقي للجمهورية العربية السورية عبر اداوتها الانفصالية…و الكلام ان استانا روسية ،الرد عليه :وهل جنيف عربية او اميركية، جنيف ايضا كانت بمبادرة روسية…و بحسب الدكتور باسل الحاج جاسم،روسيا معنية بسرعة الوصول لحل سوري،لانها تعتبر استمرار الازمة بمثابة استنزاف لها.
و اضاف “والواضح أن اتفاقية إقامة مناطق خفض التوتر في سورية، التي نتجت عن محادثات أستانة بجولتها السادسة، قلبت جميع الحسابات رأسًا على عقب، ولا سيما الأميركية والمليشيات الانفصالية التي تدعمها.
و بين الحاج جاسم انه لم يعد يخفى على أحد عزم واشنطن دعم المجموعات التي تطلق عليها اسم “قوات سورية الديمقراطية”، للسيطرة على خط عفرين – إدلب، في تكرار السيناريو نفسه، عندما سلمت تل أبيض وعين العرب ومنبج للامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيا في تركيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد طرد تنظيم داعش الإرهابي من تلك المناطق.
إلا أن اتفاق الدول الأربع المشاركة في محادثات أستانة السورية (روسيا، تركيا، إيران، سورية النظام والمعارضة العسكرية)، فوّت الفرصة على الولايات المتحدة الأميركية من أجل تكرار تنفيذ هذا المخطط.
وأشار الحاج جاسم إلى أنه من “الصعب تحديد مدة قرب نهاية عملية إدلب”، لكنه شدد على أنها “لن تكون سهلة؛ بسبب تشابك المصالح وتعقيدها ووجود عشرات الفصائل متنوعة المشارب والتمويل”.

Leave a Comment