News

بريجنسكي لـ”الحياة”: نتائج كارثية إذا لم يحصل السلام بالمنطقة

بريجنسكي لـ"الحياة": نتائج كارثية إذا لم يحصل السلام بالمنطقة

بريجنسكي لـ”الحياة”: نتائج كارثية إذا لم يحصل السلام بالمنطقة

د. باسل الحاج جاسم

توقع المفكر والكاتب الأمريكي المعروف، زبيغنيو بريجنسكي، حصول نتائج كارثية إذا لم يتم دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في حديث خاص أدلى به لـ الحياة

ومعلوم أن بريجنسكي توقّع سقوط الاتحاد السوفييتي الذي كان يعتبره امبراطورية الشر، وكان له دور في أول مفاوضات عربية – إسرائيلية انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد. زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة الرئيس السابق جيمي كارتر، الذي شغل منصب مستشار لأكثر من رئيس أمريكي؛ عُيّن في إدارة الرئيس الراحل رونالد ريغان عضواً في لجنة الأسلحة الكيماوية، ومن عام 1987 حتى عام 1988 كان ضمن اللجنة المشتركة بين لجنة الأمن القومي ووزارة الدفاع الأمريكيتين لإعداد الاستراتيجيات الطويلة الأمد. وهو حالياً مستشار في مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية والدولية في جامعة هاينكسن في واشنطن.

والتقت الحباة بريجنسكي خلال إحدى زياراته جمهورية كازاخستان، وحاورته حول الكثير من القضايا الساخنة في العالم.

عملية السلام

يؤكد بريجنسكي على ضرورة دفع عملية السلام وفي شكل سريع، وإلا فستكون هناك «نتائج كارثية». ويضيف: «كانت لي تجربة مع العرب، وأنا شاركت في الكثير من المفاوضات لحل هذه الأزمة. العرب يحبون التحدث كثيراً عن معاناة الفلسطينيين من دون أن يقدموا أي مساعدة حقيقية، ومعظم النخب العربية لا تريد التضحية لحل هذه الأزمة». ويتذكر اتفاقية كامب ديفيد بقوله: «كل الحكومات العربية عملت كل ما تستطعيه لمنع الاتفاق المصري – الإسرائيلي».

ويؤكد أن العرب لم يصبحوا أبداً جادين في التفاوض إلا قبل سنوات، إذ أصبحوا واضحين عند تقديمهم المبادرة العربية. ويشير إلى أن العرب «لا يريدون التفاوض، وفي الوقت نفسه لا يستعدون لشن حرب». ويتابع بريجنسكي: «لا بد من تقديم تنازلات من الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل الوصول إلى حل لهذه الأزمة».

كوسوفو والتبت

وحول قضية استقلال كوسوفو ومدى ارتباطها بما يحصل في التبت وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، يقول بريجنسكي: «ما يحصل في التبت وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية هو صدى لواقعة إعلان كوسوفو استقلالها، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار الحال الخاصة التاريخية لتلك المناطق، فمثلاً في اقليم التبت كان هناك دائماً مزاج انفصالي قوي، وكوسوفو أعطته زخماً. أما التوتر في العلاقة بين روسيا وجورجيا، فهو نتيجة دعم روسيا الحركة الانفصالية في أبخازيا. كوسوفو بلا شك لها صلة، ولكن يجب عدم اعتبار كوسوفو سبباً أساسياً لهذه المشاكل».

العلاقات الأمريكية – الروسية

وفي ما يتعلق بالعلاقات الأمريكية – الروسية، والروسية – الصينية، ومشروع نشر الدرع الصاروخية، يحاول بريجنسكي لفت الانتباه إلى مستقبل العلاقات الروسية – الصينية بدلاً من العلاقات الروسية مع الغرب بقوله: «أعتبر ان قلقاً سيسود في المستقبل، ولو كنت مواطناً روسياً لكنت أكثر قلقاً على علاقة روسيا مع الصين من العلاقة مع واشنطن، فالصين تتغير وبشكل سريع، والتغير يحدث في كل الاتجاهات، وأكثر مما يظنه البعض». وفي خصوص توسع حلف «الناتو»، يرى بريجنسكي أنه أمر طبيعي نظراً إلى توسع الاتحاد الأوروبي شرقاً. أما نظام نشر الدرع الصاروخية فيعتبره «نظاما اختُرع لصد خطر غير موجود».

وحول كتابه «رقعة الشطرنج الكبرى» الذي نشره في التسعينيات من القرن الماضي، واستخدامه تعبير أوراسيا واعتباره كازاخستان حصن منطقة آسيا الوسطى، يوضح: «لا أحد يمكنه أن ينفي الدور المهم الذي تلعبه كازاخستان كحصن للمنطقة، وبسبب مساحتها الكبيرة وموقعها الجغرافي، فهي تحمي دولاً أخرى في آسيا الوسطى من ضغط روسيا المباشر، لكونها الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع روسيا، ويضيف: «واذا تابعت كازاخستان مهمتها هذه بنجاح، فإن كل دول المنطقة سيكون لها استقلالها الحقيقي». ويشير إلى أنه قصد بـ «أوراسيا» جغرافيا واسعة من العالم تضم إضافة إلى آسيا الوسطى، جنوب القوقاز والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان ودولاً أخرى.

يذكر أن بريجنسكي كان له موقف من الحرب على العراق، إذ اعتبر أن هذه الحرب ستخرج امريكا من المنطقة كما أخرجت حرب السويس كلاً من فرنسا وانكلترا من المنطقة. وانتقد الرئيس الأمريكي جورج بوش على خلفية تشبيه الأخير الاصولية الإسلامية بالشيوعية. وخلال الأزمة الروسية – الأوكرانية وقطع روسيا إمدادات الغاز عن أوكرانيا، قال بريجنسكي إن بوتين ومن يحيط به بدأ يظهر لديهم الحنين إلى الماضي ويحلمون بتشكيل اتحاد سوفييتي جديد مع بعض الدول. ويرى بريجنسكي أن الناتو سيواجه مصير الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية

Leave a Comment